توضح الإحصائيات والأرقام مدى ضخامة سوق العمل الحر في البلاد المختلفة ، وأن نسبة كبيرة من أصحاب العمل النظامي يتجهون للعمل الحر لزيادة الدخل والعثور على قنوات جديدة للعمل وجني المال. في سبتمبر من عام 2014 المنصرم صدر تقرير من قبل "اتحاد المستقلين" بالاشتراك مع موقعي elance و Odesk بالولايات المتحدة يفيد أنه يوجد الآن 53 مليون مستقل يعملون بشكل منفصل ولحساباتهم الخاصة ، هذه النسبة تمثل 34 % من إجمالي القوة العاملة بأمريكا ، أي أنه من بين كل ثلاثة أشخاص أمريكين يوجد شخص يعمل بشكل حر ، ربما تفاجئك هذه الأرقام بشكل كبير لكنك ستفاجأ بالفعل عندما تعلم أن الـ 53 مليون مستقل ساهموا بما يقدر بـ 715 مليار دولار للاقتصاد الأمريكي. 69% من المستقلين أشادوا بدور التقنية في جعل العمل الحر أكثر سهولة ويسر لإيجاد المشاريع وفرص العمل ، ذُكر أيضاً أن 77% من المستقلين بدوا متفائلين وصرّحوا أن أفضل أيام العمل الحر لم تأتي بعد ، 65% منهم قال أن العمل الحر كحياة مهنية أصبح أكثر احتراماً اليوم أفضل منه منذ ثلاث سنوات ماضية.
ويذكر التقرير أن العثور على العمل المناسب والاستقرار المادي هي أكبر المعوقات لإنجاز مشاريع وأعمال حرة إضافية. يذكر التقرير أيضاً أن 80% من الأشخاص العاملين لدى جهات نظامية لديهم الرغبة في الدخول لمجال العمل الحر بغية زيادة الدخل وجني المزيد من المال ، و 36% من الأشخاص الذين لديهم وظائف أولية قرروا ترك وظائفهم والاستقلال بأعمالهم كليةً.
أداء عمل تحبّه” من أهم المزايا التي قد لا توفرها لك الوظيفة العامة المربوطة في غالب الأحيان بتخصصك الدراسي أو شهاداتك العلمية، فإن كنت شخصا مبدعا يحبّ التميّز وتنفيذ مهاراته المحبّبة، ستجد فرصتك على منصات العمل الحرّ، التي تتيح لك تنفيذ البرامج والمشروعات التي تفضلها وتحبها
يعتبر العمل الحر دافعا جيّدا للتفكير في تطوير المهارات الشخصية، وربّما تحسينها تلقائيا، عن طريق تنفيذ مهام العملاء والسعي نحو خدمتهم بشكل أفضل، لأنّ المبرمج الجيّد هو الّذي يسعى إلى تنفيذ مهامه على أكمل وجه، وإسعاد الطرف الآخر، كأن تضيف عملا خارج المطلوب منك كهدية للعميل، تكسبه الثقة والرغبة في التعامل معك من جديد
بعد أن تقرر بدأ العمل كشخص مستقل، لا شك أن أوّل ما ستفكر فيه هو تنظيم وقتك، وإيجاد خطة مناسبة تمكّنك من تنفيذ أعمالك في الوقت المطلوب، هذا ما يجعلك تعطي قيمة كبيرة لكل الدقائق، على خلاف الوظيفة العامة التي غالبا ما يكون فيها العامل غير مهتم بالوقت، وقد يتعمد إضاعة الدقائق بل والساعات في كثير من الأحيان، حتى لا ينجز فيها عملا يُجهده، على عكس العمل الحر تماما، فتقدير الدقيقة والساعة يجعلك شخصا مؤهلا لبناء حياة ناجحة.
ليس هناك من يجبرك على الاستيقاظ كل يوم الساعة 7 أو ربما في ميعاد مبكر عن هذا، حتى يمكنك الوصول إلى مقر عملك في الموعد المحدد ... لا يوجد جهاز للبصمة او تحكم في موعد الحضور والانصراف ... لا يوجد من يتحكم في موعد اجازتك الاسبوعية او السنوية ... انت تحدد ساعات العمل الخاصة بك وفق أولوياتك واحتياجاتك الفعلية انت مدير نفسك .
إقتحام هذا المجال يجعل منك شخصا مسؤولا بالدرجة الأولى، فلا أحد يضمن لك دخلك غير عملك واجتهادك في القيام به، لن تتقاضى راتبك الشهري وأنت تهمل عملك، ما ستجنيه سيكافئ تعبك وذكاءك في استغلال مهاراتك، كما أنك الوحيد الذي يتحمل عواقب أداء العمل في وقته المحدد، وكل المستقلين يعرفون مدى أهمية ذلك.
من أهم المزايا التي لا توفّرها لك الوظيفة، التي قد تتحصل فيها على علاوات أو ترقيات، لكن في نهاية الأمر سيبقى راتبك محدودا، أما بالنسبة للعمل الحر، فكلّما طوّرت مهاراتك أكثر، وكنت قادرا على إنجاز عدد أكبر من الخدمات كان دخلك أعلى، دون أن نهمل قاعدة بذل الجهد بطريقة ذكية، وهذا ما يصنع التفاوت بين العاملين
العاملون لفترة طويلة نسبيا والخبراء في مجال العمل الحر، ستجد أن لهم علاقاتهم الخاصة وصداقاتهم مع عملائهم، ما يسمح لهم بالاستمرار في تقديم خدماتهم، وكسب اسم محترم تتداوله الشركات الناشئة يؤهلهم إلى حيازة الثقة وتعامل العملاء معهم كمستقلين محترفين، قد يُدفع لهم ثمن إضافي في كثير من الأحيان، تجاوبا مع جودة العمل المقدّم، ولا شك أن شبكة علاقاتك الواسعة ستجعل منك شخصا أكثر انفتاحا على العالم، وأكثر توازنا في حياتك الشخصية.
بعد تكوين صداقات محترمة مبنية على الثقة مع العملاء، ستستفيد من خبراتهم وتجاربهم، إن أحسنت استغلال هذه العلاقات قد تحظى بمساعدتهم في التوجيه والإرشاد لبداية مشروعك الخاص على أسس سليمة، وقد تجعل من هؤلاء العملاء شركاء لك، ما يعطيك دفعة قوية من أشخاص خاضوا من قبل تجاربا مشابهة لتجربتك.
الحيازة على التقدير والاحترام من أعلى الدرجات التي يطلبها الإنسان، ما يجعلك تقطن في أعلى درجات “سلم ماسلو”، ، يموت أغلب سكان المعمورة دون بلوغ هذه الغاية، عملك الحر سيجعل منك شخصا يقدّر ذاته، لأنك توفر مداخيلك بقدراتك الشخصية ومهاراتك، دون الاعتماد على جهة حكومية أو خاصة في توفير راتبك، كما أن تطور عملك في الغالب سيجعل منك شخصا يقدّره الآخرون بل ويجعلونه كمثال أعلى لهم للاقتداء به والرغبة في بلوغ إنجازاته، على الأقل ستخرج نفسك من دائرة البطّالين الذين يمتهنون عمل الحسرة والتحسر ونسب فشلهم إلى أشخاص متسببين فيه.
قد تبدو لك هذه الصيغة مبالغا فيها، لكنّها الحقيقة التي لا ينتبه لها الكثيرون، وكدليل على ذلك بعض مشاهير العالم مثل بيلغيتس، ستيفن جوبز، ومارك مؤسس الفايسبوك، كلّ هؤلاء وغيرهم من الذين حقّقوا الريادة، هم في الحقيقة أشخاص صبروا على أحلامهم ولم يناسبهم مبدأ الوظيفة محدودة الأجر.
نمط العمل الحر يعفيك من الارتباط بمكان محدد للعمل، فأنت كموظف حر يمكنك العمل من أي مكان تجد راحتك فيه. هذا المكان من الممكن أن يكون منزلك، المكتبة، المقهى المفضل، شركة أحد الأصدقاء، أو أي مكان آخر ، يمكنك السفر والفسحة وانت تصحب عملك معك ... هل هناك متعة اكثر من ذلك
بعد ان عددنا مميزات العمل الحر يجب علينا ان نذكر عيوبة وكيف يمكن من خلال شركة جلوبال ديف جيت تم حل تلك المشكلات والعيوب والتغلب عليها